توكلنا على رب السماء
لعلي بن الجهم
رحمه الله
(ت 249 هـ)
قصيدة كتبها أول ما حبس، وكتب بها إلى أخيه.
عدد أبياتها: تسعة وعشرون بيتا.
مدة التسجيل الصوتي : ثلاث دقائق.
مشاهدة :
استماع :
تحميل :
MP3 (الحجم 3.0 مب)
النص المقروء:
توكلنا على رب السماء
قصيدة قالها علي بن الجهم -رحمه الله تعالى-، أول ما حبس، وكتب بها إلى أخيه:
تَوَكَّلنا عَــــلى رَبِّ السَّماءِ | وَسَلَّــــمنا لِأَسبـابِ القَضاءِ | |
وَوَطَّــــنّا عَــــلى غِيَرِ اللَّيالي | نُفــــوسًا سامَحَــت بَعدَ الإِباءِ | |
وَأَفنِيَــــةُ المُلــــوكِ مُحَجَّباتٌ | وَبابُ اللهِ مَبــــذولُ الفِـــناءِ | |
فَما أَرجو سِواهُ لِكَشفِ ضُرّي | وَلَــم أَفزَع إِلى غَيرِ الدُّعاءِ | |
وَلِم لا أَشتَكي بَثّي وَحُــــزني | إِلى مَن لا يَصَمُّ عَنِ النِـــداءِ | |
هِيَ الأَيّامُ تَكلِمُنا وَتَأســـو | وَتَجــــري بِالسَّعادَةِ وَالشَّقاءِ | |
فَـــلا طــــولُ الثَّواءِ يَرُدُّ رِزقاً | وَلا يَــــأتي بِهِ طــــولُ البَقاءِ | |
وَلا يُجـــدي الثَّراءُ عَلى بَخيلٍ | إِذا ما كانَ مـَحظــــورَ الثَّراءِ | |
وَلَيسَ يَبيدُ مالٌ عَن نَــــوالٍ | وَلا يُــــؤتى سَخِيٌّ مِــــن سَخاءِ | |
كَما أَنَّ السُّؤالَ يُـــذِلُّ قَــــومًا | كـــذاكَ يُعِــــزُّ قَوماً بِالعَطاءِ | |
حَلَبنا الدَّهرَ أَشطُرَهُ وَمَــــرَّت | بِنا عُقَبُ الشَّدائِدِ وَالــــرَّخاءِ | |
فَلَم آسَف عَــــلى دُنيا تَوَلَّت | وَلَم نُسبَق إِلى حُســــنِ العَزاءِ | |
وَلَم نَدَعِ الحَياءَ لِمَسِّ ضُــــرٍّ | وَبَعـــضُ الضُّرِّ يَذهَبُ بِالحَياءِ | |
وَجَرَّبنا وَجَــــرَّبَ أَوَّلــــونا | فَلا شَيءٌ أَعَزُّ مِــــنَ الـــوَفاءِ | |
تَــــوَقَّ الناسَ يَابنَ أَبي وَأُمّي | فَهُم تَبَعُ المَخافَةِ وَالــــرَّجاءِ | |
وَلا يَغرُرْكَ مِــــن وَغــدٍ إِخاءٌ | لِأَمرٍ ما غَدا حَسَــــنَ الإِخاءِ | |
أَلم تَرَ مُظهِرينَ عَــــلَيَّ غِشًّا | وَهُم بِالأَمسِ إِخــوانُ الصَفاءِ | |
بُليتُ بِنَكبَةٍ فَغَــــدَوا وَراحوا | عَلَيَّ أَشَــــدَّ أَسبابِ البَلاءِ | |
أَبَت أَخطارُهُم أَن يَنصُـــروني | بِــــمالٍ أَو بـــِجاهٍ أَو بِــــراءِ | |
وَخافوا أَن يُقالَ لَهُــــم خَذَلتُم | صَديقًا فَادَّعَــــوا قِدَمَ الجَفاءِ | |
تَضافَرَتِ الرَّوافِـضُ وَالنَّصارى | وَأَهلُ الإِعــــتِزالِ عَلى هِجائي | |
فَبَختَيشوعُ يَشهَــــدُ لِاِبنِ عَمروٍ | وَعَــــزّونٌ لِهارونَ المُــــرائي | |
وَما الجَــــذماءُ بِنتُ أَبي سُمَيرٍ | بِجَذماءِ اللِّسانِ عَــــنِ الخَــناءِ | |
وَعابــــوني وَما ذَنبي إِلَيهــــم | سِــــوى عِــلمى بِأَولادِ الزِّناءِ | |
إِذا ما عُـــــدَّ مِثلُهُمُ رِجالاً | فَما فَضـــلُ الرِّجالِ عَلى النِّساءِ | |
عَلَيهِــــم لَعنَــــةُ اللهِ ابتَداءً | وَعَوداً في الصَّباحِ وَفــي المَساءِ | |
إِذا سَمَّيتُهُـــــم لِلنّاسِ قالــــوا | أُولئِكَ شَـــرُّ مَن تَحتَ السَّماءِ | |
أَنا المُتَـــوَكِّلِيُّ هَــــوىً وَرَأياً | وَما بِالــــواثِقِيَّةِ مِــــن خَفاءِ | |
وَما حَــــبسُ الخَليفَةِ لي بِـعارٍ | وَلَــــيسَ بِمُؤيسي مِــنهُ التَّنائي |
Advertisements
قام بإعادة تدوين هذه على محمد بن الحسن ساجد وأضاف التعليق:
قصيدة “توكلنا على رب السماء
لعلي بن الجهم
By: محمد بن الحسن ساجد on 1 أبريل 2017
at 18:04